الربا المحرم نوعان.. 1- ربا النسيئة 2- ربا الفضل
أولاً :ربا النسيئة
فهو الذى كان معروفاً فى الجاهلية وهو أن يقرضه قدراً معيناً من المال إلى زمن محدود كشهر أو سنة مثلاً مع اشتراط الزيادة فيه نظير امتداد الآجل.
قال ابن جرير الطبرى.. رحمه الله:
إن الرجل فى الجاهلية يكون له على الرجل مال إلى أجل ، فاذا حل الآجل طلبه من صاحبه فيقول الذى عليه الدين أخّر عنى دينك وأزيدك على مالك، فيفعلان ذلك .فذلك هو الربا أضعافا مضاعفة فنهاهم الله عز وجل فى إسلامهم عنه....
وهذا النوع من الربا هو المستعمل الان فى البنوك والمصارف المالية
حيث يأخذون نسبة معينة فى المائة كخمسة أو عشرة فى المائة ويدفعون الآموال إلى الشركات والآفراد..
***************************
أما النوع الثانى: ربا الفضل..
---------------------------
فهو الذى وضحته السنة النبوية المطهرة .وهو أن يبيع الشئ بنظيره مع زيادة أحد العوضين على الآخر ..
مثاله: أن يبيع كيلاً من القمح بكيلين من من قمح أخر، أو رطلاً من العسل الشامى برطل ونصف من العسل الحجازى، وهكذا فى جميع المكيلات والموازنات .....
والقاعدة الفقهية ..
فى هذا النوع من التعامل هى أنه إذا اتحد الجنسان حرم الزيادة والنّساء واذا اختلف الجنسان حل التفاضل دون النساء..
وتوضيحاً لهذه القاعدة الفقهية نقول.
إذا اردنا مبادلة عين بعين كزيت بزيت، أو قمح بقمح أو عنب بعنب،
حرمت الزيادة مطلقاً ولا تعتبر الجودة والرداءة هنا..
واذا اختلف الآجناس كقمح بشعير ، أو زيت بتمر مثلاً جازت الزيادة فيه بشرط القبض لما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم.أنه قال
( الذهب بالذهب ، والفضة بالفضة، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلاً بمثل، يد بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى.الآخذ والمعطى فيه سواء)
*****************************
هل يباح الربا القليل وما المراد فى قوله تعالى
( لا َتأكُلوا الرَِبوْاأَضعَفاً مُضَعَفَةً )ال عمران 120
يذهب بعض ضعفاء الإيمان من مسلمى هذا العصر إلى أن الربا المحرم إنما هو الربا الفاحش، الذى تكون النسبة فيه مرتفعة ، ويقصد منه استغلال حاجة الناس، أما الربا القليل الذى لا تتجاوز نسبته أثنين أوثلاثة فى المائة فانه غير محرم، ويحتجون على دعواهم الباطلة بأن الله تبارك وتعالى إنما حرم الربا إذا كان فاحشاً حيث قال الله تبارك وتعالى.
( لاتأكُُلُو الرِبَواْ أضعَفَاً مُضَعَفَةً)
فالنهى إنما جاء مشروطا ومقيداً بهذا القيد وهو كونه مضاعفا أو ضعافاً كثيرة، فاذا لم يكن كذلك وكانت النسبة فيه يسيرة فلا وجه لتحريمه.
وللجواب على ذلك نقول:
أولاً إن قوله تعالى أضعفاً مضعفةً..ليس قيداً ولا شرطاً. وإنما هو لبيان الواقع الذى كان التعامل عليه أيام الجاهلية، كما يتضح من سبب النزول وللتشنيع عليهم بأن فى هذه المعاملة ظلما صارخاً وعدواناً مبيناً، حيث كانوا يأخذون الربا مضاعفا اضعافاً كثيرة...
ثانيا: إن المسلمين قد أجمعوا على تحريم الربا قليله وكثيره، فهذا القول
يعتبر خروجا على الاجماع كما لا يخلو عن جهل بأصول الشريعة الغراء فان قليل الربا يدعو إلى كثيره، فالإسلام حين يحرم الشيئ يحرمه كلياً
لآنه لو أباح القليل منه لجر ذلك إلى الكثير منه، والربا كالخمر فى الحرمة فهل يقول مسلم عاقل إن القليل من الخمر حلال ؟؟
ثالثاً: نقول لهؤلاء الجهلة من أنصاف المتعليمين ( أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟؟ فلماذا تحتجون بهذه الآية على دعواكم الباطلة..ولا
تقرؤون قوله تعالى(وأَحَّلَ اللهُ البَيعَ وَحَرَمَ اَلرِبَوا) البقرة 278
وقوله تعالى..(يَمحَقُ اللهُ اَلرِبوَا َويُربِىِ الصَدَقَتِ )
هل فى هذه الآيات ما يقيد الربا بالقليل أو الكثير أم اللفظ مطلق ؟
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم.فى حديث جابر:
( لعن رسول الله أكل الربا وموكله، وكاتبه وشاهديه، وقال هم سواء)
وصدق الله تعالى حيث يقول..
( يَمحَق الله الرِبوا ويرببِى الصَدَقَتِ والله لا يحب كل كَفَارٍٍ أَثِيِمٍ) البقرة 276
*****************************
ثم اخبر تعالى من جاءته الموعظة والذكرى، فانتهى عما كان قبل التحريم فان الله عز وجل يعفو ويغفر له.. ولا يؤاخذه عما أخذ من الربا.
وأما من تعامل بالربا بعد نهى الله عنه فانه يستوجب العقوبة الشديدة بالخلود فى نار جهنم لاستحلاله ما حرمه الله. وقد أوعد الله المرابى بمحق ماله.. إما باذهابه بالكلية أو بحرمانه بركة ماله فالربا وان كثر فعاقبته الى قل ..
كما بين صلوات الله عليه فلابد ان يزهقه الله ويمحقه لآنه خبيث
( ُُقل لا يسَوِى الخَبِيثُ والطيِبُ ولو أعَجَبَكَ كَثَرةُ الخَبِِيِِث)المائدة 100
ثم جاء الوعيد والتهديد الشديد لمن تعامل بالربا، وخاصة إذا كان هذا الشخص من المؤمنين، فالربا والإيمان لا يجتمعان، ولهذا أعلن الله الحرب على المرابين بقوليه تعالى..
( فَان لَم تَفعلُوا فَأذَنَُواْ بِحَربٍ مِنَ اللهِ وَرَسُوله وإن تُبتُم فَلَكُم ُرءُوس أَموَلِكُم لاَ تَظلِمُونَ وَلاَ تُظلَمونَ) البقرة 279
فأى مسلم يسمع مثل هذا الوعيد ثم يتعامل بالربا؟ اللهم عافينا من هذه الجريمة الشنيعة.. وطهرنا من أكل السحت والتعامل بالربا إنك سميع مجيب الدعاء، اللهم أمين..
********************************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أختكم العابدة لله
أضافها emanko في المحرم @ 05:24 م[url=https://gharamoh.ahlamontada.com/javascript: EmailPost('http://malware-site.www/blogs//blog/tellfriend.aspx?b=zlkQXjwxs60=&p=yB85euQYR8s=&lang=a')]
[/url]