يجب علينا ان نؤمن بأن القرآن العظيم هو آخر كتاب
نزل من عند الله تعالى
وان الله عز وجل قد خصه بمزايا تميز بها عن جميع ما تقدمه من الكتب المنزلة من أهمها.
1- أنه تضمن خلاصة التعاليم الإلهية..
وجاء مؤيدا ومصدقا لما جاء فى الكتب السابقة من توحيد الله وعبادته ووجوب طاعته..
وجاء مهيمناً ورقيباً يقر ما فيها من حق ويبين ما دخل عليها من تحريف وتغير..
قال الله تعالى
(وَأَنزَلَْنَا إِلَيكَ الْكتَابَ بِالْحًقَ مُصَدّقًًا لّمَا بَيْنَ يَدَيِهْ مِنَ الْكتَابِ وَمُهَيْمناً عَلَيْهِ ) المائدة 48
وانه جاء بشريعة عامة للبشر فيها كل ما يلزم لسعاتهم فى الدارين. نسخ بها جميع الشرائع العملية الخاصة بالآقوام السابقة وأثبت فيها الآحكام النهائية الخالدة الصالحة لكل زمان ومكان..
2- أن القرآن هو الكتاب الربانى الوحيد الذى تعهد الله بحفظه..
قال تعالى
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافظُونَ )
وان القرآن أنزله الله على رسوله
محمد صلى الله عليه وسلم
للناس كافة وليس خاصاً بقوم معينين كما كانت تنزل الكتب السابقة فكان حفظه من التحريف وصيانته من عبث الناس ليبق ما فيه حجة الله على الناس قائمة حتى يرث الله الآرض ومن عليها...
أما الكتب الآخرى فقد وجه الكلام فى كل واحد منها الى أمة خاصة دون سائر الآمم وهى وإن اتفقت فى أصل الدين إلا ان ما نزل فيها من الشرائع والآحكام كان خاصا بأزمنة وأقوام معينين..
قال الله تعالى
( لِكُلٍ جَعَلْنَا مِنُكمْ
شِْرعَةً وَمِنْهاَجاً ) المائدة 48
لذلك لم يتعهد الله سبحانه بحفظ أى منها على مدى الآزمان كما هو الحال بالنسبة للقرآن .
بل أخبر عز وجل فى أخركتبه عن التحريف الذى وقع على تلك الكتب :
فعن التحريف والتغير الذى أدخله اليهود على التوراة قال سبحانه
(أفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمنُوا لَكُمْ وَقدْ كَانَ فَريقُ مِّنْهُمْ يَسْمْعُونَ كَلامَ الله ثُمَّ يُحَرِفُونَهُ مِنْ بَعْد مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) البقرة 75
أما تحريف الذى أدخله النصارى على الآنجيل
قال تعالى
( يَا أَهْلَ الْكتَاب قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُناَ يُبيّنُ لَكُمْ كَثَيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخًفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاَءَكُم مَِن اللهِ نُورُ وَكِتَابُ مُّبِينُ ) المائدة 14-15
هذا ومن التحريفات التى أدخلها اليهود والنصارى فى دينهم ما زعمه اليهود من ان العزيز ابن الله سبحانه
وما زعمه النصارى أن المسيح ابن الله ..
قال تعالى
( وَقَالَت الْيَهُودُ عُزَيْرُ اْبْنُ الله وَقَالَت النَّصَارَى الْمَسيحُ ابنُ الله ذَلكَ قَوْلُهُم بِأَفْواهِهِم يُضَاهِئُون قَوْل الَّذيِن كَفَروُا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ الله أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) التوبه 30
فصحح لهم القرآن هذا الانحراف الذى صنعوه بأنفسهم
ومن الآدله ايضاً لتحريف هذه الكتب .
1- أن الكتب التى نزلت قبل القرآن قد ضاعت نسخها الآصلية..
2- أن هذه الكتب قد اختلط فيها كلام الله بكلام الناس
3- أن تلك الكتب ليس منها كتاب تصح نسبته الى الرسول الذى ينسب اليه..
4- تعدد نسخها واختلافها فيما نقلته من الآقوال والآراء
لذلك مما حدث بهذه الكتب من تحريف فإن الإيمان بها يكون بالتصديق أنها من عند الله فى أساسها نزلها على رسله. لنفس الغرض الذى انزل من اجله القرآن ولا نؤمن بشئ من محتوياتها انه من عند الله إلا بما ذكره القرآن أو الرسول صلى الله عليه وسلم ..
أسأل الله عز وجل أن يثبتنا واياكم لما يحبه ويرضاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العابدة لله
اختكم عهد